قال المحلل السياسي نهاد أبو غوش، اليوم الأربعاء، إنّ الفلسطينيين عالقون في مصيدة "أوسلو" التي نصبها الاحتلال الصهيوني وحلفائه لشعبنا، معتبرًا أنّ هذه المصيدة تُطيل أمد معاناة شعبنا لكنها لن تنجح في تصفية القضيّة الفلسطينيّة.
وأكَّد أبو غوش، في الذكرى الثلاثين لاتفاق "أوسلو"، أنه "كلما مرّ الوقت فإنّ مأزقنا يتعمّق أكثر فأكثر؛ بسبب الواقع الذي نشأ عن "أوسلو" ويتمثّل بوجود سلطة فلسطينيّة مكبّلة بالاتفاقيات مع الاحتلال والمصالح الفئوية تمنعها من اعتماد الخيارات الوطنيّة".
وأضاف، في حديثٍ إلى "بوابة الهدف" نحن الآن "أبعد ما يكون عن إقامة دولة فلسطينيّة، لأنّ "أوسلو" بدّد خياراتنا الوطنيّة العديدة خاصّة المقاومة، وفتح نافذة أوسع أمام مسلسل التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب مصالحنا الوطنيّة".
وتابع: "كرّس اتفاق "أوسلو" تبعيّة الفلسطيني بربط كل تفاصيل حياته السياسيّة والاقتصاديّة والإنسانيّة بالاحتلال، وبالتالي بات الاحتلال طليق اليد في مشروعه الإحلالي التوسّعي الاستراتيجي على قاعدة ضم أكبر مساحات ممكنة من الأراضي الفلسطينيّة".
وأشار أبو غوش، إلى أنّ "أوسلو اختلق شريحة ضيقة من المستفيدين من السلطة، إذ تتعايش هذه الشريحة وتتكيّف مع الوضع الناشئ بما يتناسب مع مصالحها الخاصّة المتعارضة مع المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني".
وشدّد على أنّ "مصيدة "أوسلو لا يمكن لها أنّ تصفّي قضية شعبنا لأنها قضية شعب يناضل من أجل حريته وتتسم بكل صفات العدالة، وجل ما يمكن أن تفعله هذه الاتفاقية المشؤومة هو تأخير تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة".
واعتبر أنّ "أوسلو زرع بذور الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني وتسبب لاحقًا في الشقاق والانقسام السياسي بين قوى شعبنا، إلّا أنّ هذا لا يمكن أن يلغي خياراتنا في التحرير بتطوير المقاومة وتوسيع مساحتها؛ لرفع كلفة الاحتلال".
وختم أبو غوش بالقول: "للخروج من هذا المأزق يجب تضافر كل الجهود على مستوى القوى الفلسطينيّة المعارِضة لـ"أوسلو" والمجموعات الشبابيّة والنشطاء ومؤسّسات المجتمع المدني للعمل على صياغة برنامج إنقاذ وطني يغلّب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية؛ وهذا التوّجه بحاجة إلى ضغطٍ مستمر على المستفيدين من الواقع الذي خلقه أوسلو".